أعلام سلاصوت وصورة

الفقيه العلامة أبو العباس أحمد بن عاشر الحافي

الفقيه العلامة أبو العباس أحمد بن عاشر الحافي

 

من علماء سلا

الفقيه العلامة أبو العباس أحمد بن عاشر الحافي

د. محمد السعديين

 

أحمد بن عاشر بن عبد الرحمان الحافي السلاوي، هكذا ورد اسمه كاملا في الفهرس، فأبوه هو عبد الرحمان وليس عاشرا كما يظن، ذلك أنه سمي أحمد بن عاشر اسما واحدا مركبا، تيمنا باسم سميه الولي الصالح أحمد بن عاشر الجزيري، دفين سلا الشهير([1]). ونجد أحيانا في الفهرس أن مؤلفه يرد مجردا من الاسم أحمد اكتفاءا بالكنية ابن عاشر، الأمر الذي أكده صديقه علي العكاري (الحفيد) في البدور الضاوية قائلا: “ومنهم الفقيه العالم الأديب الذكي الأريب أبو العباس سيدي أحمد المكنى ابـن عاشر ابن عبد الرحمان الحافي”([2]). ويلاحظ أن بعض المصادر تسميه أحمد بن محمد ابن عاشر([3])، في حين إن أباه هو عبد الرحمان وليس محمدا، وقد أكد الحافي بنفسه أنه “أحمد بن المرحوم بكرم الله تعالى عبد الرحمان الحافي”([4]).

وقد تساءلنا عن أصل كلمة “الحافي” التي سكتت عنها جل المصادر التي ترجمت لمؤلفنا، وافترضنا أن تكون مشتقة من الحافة بمعنى الجانب، كما يقال: حافتا الوادي أي جانباه. فبعض الذين ينتمون إلى قبيلة الحافات الموجودة قرب تافوغالت بناحية بركان يربطون اسم قبيلتهم بعنصر التضاريس، إلا أن هذا التعليل لا ينطبق على قبيلة الحوافة بالسراغنة التي تقع في منطقة سهلية، والتي ينتسب إليها مؤلف الفهرس([5]). وقد تكون الكلمة مشتقة من الحفا بمعنى المشي بغير خف ولا نعل([6]). وقد حاولنا تتبع آثار بعض مشاهير الرجال الذين يحملون لقب الحافي لنتمكن من معرفة أصل الكلمة، فوقفنا على ترجمة بشر الحافي([7])، الصوفي الشهير.

وإذا سكت ابن خلكان في الوفيات عن هذه الكلمة في ترجمته، فإن مصادر أخرى أثبتت أن هذا الرجل كان يمشي في طلب العلم حافيا حتى اشتهر بهذا الاسم([8]). ونشير في الأخير إلى أن أحمد بن عاشر الحافي تناول في بعض تقاييده المثبتة في الروض أصل أسرة الحافي وردها إلى الحافي بن قضاعة([9]) دون أن يثير مسألة اشتقاق الكلمة ولا اتصالها بقبيلة حافات السراغنة. وقد نقل عن جمهرة ابن حزم: “وهؤلاء نسب قضاعة، قال قوم: قضاعة بن معد بن عدنان… فولد الحافي بن قضاعة عمران وأسلُم “([10]).

على أن أسرة الحافي السلاوية كان لها شفوف وحظوة خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر/18-19م وأنجبت أفرادا كانت لهم مكانة مرموقة في المجتمع السلاوي أمثال:

à محمد بن عبد الرحمان الحافي، شقيق المؤلف، كان عاملا على سلا قبل عبدالحق فنيش الشهير – آنف الذكر- الذي ولي هذا المنصب في عهد السلطان عبد الله بن إسماعيل وصدرا من عهد محمد بن عبد الله([11]). إن تقلد محمد بن عبد الرحمان الحافي للمنصب المذكور يبرز ما لهذه الأسرة من مكانة اجتماعية متميزة بمدينة سلا. فإذا كان صاحب الفهرس عالما كبيرا، فهذا أخوه يتولى منصبا مخزنيا ساميا ويعينه السلطان سيدي محمد بن عبد الله ضمن أعضاء السفارة المتوجهة إلى مالطة عام 1195/1780م قصد إحصاء الأسرى الأتراك بها([12]). وقدحدث خلاف بينه وبين السفير محمد بن عثمان المكناسي بمالطة. وقد وصف هذا الأخير الحافي السلاوي بالمكر ونظم في شأنه أبياتا ظاهرها ملام، منها قوله:

جفاني ولم يخرج لوجهة مقدمي

  ونكب عـني مـعرضا مـتحـاميـا

وقالوا لماذا قد تأخر عنكم
  فقلت: اعذروه إنه كان حافيا

 

فـهـيـئ له نعلا ومقلوبها له
  فلا يستطيع المشي إذ كان حافيا([13])

à الطاهر بن أحمد بن عاشر الحافي، هو أحد أبناء مؤلف الفهرس الذي نحن بصدده، وقد تمت تحليته في أحد التقاييد “بالشاب الفقيه”([14]).

à عبد الهادي بن محمد بن عبد الرحمان الحافي، فقيه ابن عامل سلا المذكور وهو الذي نسخ السفر الأول من نزهة الناظر لأحمد بن عبد القادر التستاوتي(نسخة خ. ح. رقم 793). كان بقيد الحياة أواخر القرن الثاني عشر الهجري/الثامن عشر الميلادي([15]).

à علي الحافي، يطلعنا فهرس الحافي على اسم علي الحافي في سياق الرسالة التي بعثها ابن زكري الفاسي إلى طلبته بمدينة سلا، وفي آخرها يقول، “وسلموا منا على سيدي علي الحافي”([16]). ويغلب الظن أنه كان من طلبة الشيخ المذكور بالحاضرة السلاوية، لأن رسائل ابن زكري الموجودة بين ثنايا الفهرس عادة ما تنتهي بالسلام على طلبته. ونشير إلى أن عليا هذا كان عام 1134/21-1722م من عدول سلا([17]).

à المكي الحافي، ورد ذكره في البدور الضاوية([18]) في سياق الحديث عن قدوم الشيخ علي العكاري من مراكش إلى سلا. وقد حلاه العكاري بالفقيه العلامة، كما أفادنا بأن المكي الحافي كان ممن لازم المجالس العلمية للشيخ العكاري بالمسجد الأعظم بمدينة سلا([19]).

à محمد بن محمد الحافي، كان عدلا بمدينة سلا سنة 1180/66-1767م، الأمر الذي يبين أن الحافيين السلاويين، إلى جانب شفوفهم في المجال الإداري، فقد برزوا كذلك في ميدان العلوم الأدبية والشرعية، حيث أنجبت هذه الأسرة عددا من الفقهاء والعدول. وسنرى أن صاحب الفهرس كان بدوره سنة 1152/39-1740م عدلا منتصبا للشهادة بسلا([20]).

à عبد اللطيف الحافي، تولى عمالة سلا أيام المولى سليمان، وذلك بتاريخ يوم الخميس 17 جمادى الأولى عام 1217/15 شتنبر 1802م، وقد اعترض السلاويون على تعيين عبد القادر بن الغماري الحسناوي عليهم، قائلين: “لا يحكم فينا إلا من كان منا، واتفقوا على عبد اللطيف الحافي، فأسعفهم السلطان وسكت عنهم”([21]). وفي يوم الاثنين 9 شوال عام 1218/22 يناير 1804 تعرض عبد اللطيف الحافي إلى التنكيل من طرف محمد بن عبد السلام البخاري السلاوي الذي كان أحد رجال المخزن البارزين([22])، حيث دخل داره على حين غرة وقيده بالأصفاد وألقى به في سجن القصبة بالرباط([23]). وتجب الإشارة إلى أن المترجم اشتغل في آخر عمره في ميدان النقل البحري([24]).

à الرايس الحافي السلاوي، ورد ذكره في سياق حديث الضعيف عن مجيء القائد محمد بن العربي البخاري إلى مكناس بمال مرسى الرباط، وذلك يوم الثلاثاء 15 ذي الحجة عام 1210/21 يونيو 1796م، وقد أشار نفس المصدر إلى أنه كان شقيق قائد سلا([25]). إلا أننا لم نقف على الاسم الكامل لهذا الرايس الحافي.

à الحاج المكي الحافي، كان من أمناء سلا على المرسى بتاريخ 29 شوال 1216/4 مارس 1802م([26]).

à الحاج محمد الطاهر الحافي، كان من عدول مدينة سلا بتاريخ 4 رجب عام 1189/31 غشت 1775م([27]).

   Ã عبد الكريم الحافي، أفادنا تقييد يتعلق بمصاريف المسجد الأعظم بطالعة سلا ومسجد سيدي أحمد حجي بالسوق الكبير بنفس المدينة بأن عبد الكريم الحافي كان من معلمي الماء بسلا([28]).

وأمدتنا كناشة تتعلق بشؤون بحارة العدوتين بثلاثة أفراد من أسرة الحافي كانوا بتاريخ 3 صفر عام 1198/28 دجنبر 1783 ضمن المجاهدين الطبجية من أهل سلا وهم:

– محمد بن محمد الحافي

– محمد بن عبد السلام الحافي

– سعيد الحافي([29])

هكذا، وبعد تتبع آثار هذه الأسرة الحافية، وجدنا أنفسنا أمام أسرة سلاوية عريقة نابهة أنجبت العالم والأديب والعدل والقائد والمجاهد البحري وغيرهم، كل ذلك في حقبة زمنية تمتد من عهد أحمد بن عاشر الحافي (ق. 12/18م) إلى الربع الأول من القرن التاسع عشر. أما قبل هذه الفترة فلم نعثر، فيما وقفنا عليه من مصادر، على آثار لهذه الأسرة ورجالاتها في مدينة سلا. وانطلاقا من المادة التاريخية التي بأيدينا، تأكد لنا أن أحمد بن عاشر الحافي هو أشهر شخصية علمية في هذه الأسرة. وانطلاقا من عصره بدأت تلمع بعض الشخصيات الحافية التي تبوأت مكانة مرموقة في المجتمع السلاوي، ثم مالت إلى الأفول لتصبح- اليوم – في عداد الأسر المنقرضة من سلا([30]).

 

 

الولادة والنشأة

إذا سكت جل الذين ترجموا لأحمد بن عاشر الحافي عن تاريخ ولادته، فإنه تناول شخصيا هذا الجانب في أحد تقاييده قائلا:

يا سائلي عن مولدي كي أذكره

  في رمضان واحد وعشرة

بعد ثمانين وألف بكــــرة

  يوم خميس فاعلمن خبره([31])

يتضح من هذين البيتين أن أحمد بن عاشر الحافي ولد صباح يوم الخميس من أيام رمضان عام 1091/شتنبر – أكتوبر1680، ويحتمل النظم أيضا أن يكون ذلك يوم الخميس فاتح رمضان عام 1090/6 أكتوبر 1679م.

وقد نشأ الحافي بمدينة سلا في أسرة متدينة([32]) وتبوأت مكانة اجتماعية متميزة في المجتمع السلاوي، وقد لمسنا ذلك بوضوح من خلال تتبع أخبار رجالات هذه الأسرة.

يصعب تحديد المستوى المادي لهذه الأسرة السلاوية، علما بأننا نجهل مهنة والد أحمد بن عاشر الحافي، كما أن جل الأشخاص الحافيين الذين سبق ذكرهم لم نقف على أسماء آبائهم. ومن ثم، لم نتمكن من معرفة مدى قرابتهم من المؤلف. وأمام هذه الحالة، التجأنا إلى فهرس الحافي الذي يضم بين ثناياه إشارة من شأنها أن تساعد على أخذ فكرة، ولو تقريبية، عن الحالة المادية لأسرة الحافي. ذلك أن مؤلفنا سافر إلى مدينة فاس قصد أخذ العلم عن شيوخها ومكث بها عدة سنوات([33])، الأمر الذي يتطلب إمكانيات مادية لم تكن في متناول كل الأسر. ولو أمكننا معرفة ما كانت تعتمد عليه أسرة الحافي في دخلها اليومي، لاستطعنا الجزم في هذه النقطة. ويبدو أن الحافي نشأ في أسرة متوسطة الحال، ستزداد إمكانياتها المادية عندما سيكبر المؤلف وأخوه المذكور ويحتلان مكانة اجتماعية مرموقة بين رجال المدينة.

أما الحي الذي كان يسكنه الحافي بسلا فيعرف مما ذكره في الفهرس وهو يترجم لأول شيوخه محمد بن عبد السلام مرصو الذي أدبه وعلمه حروف المعجم وقرأ عليه القرآن العظيم من أوله إلى آخره بكتّاب زرﮔالّة من حومة الطالعة بسلا([34]). يضاف إلى ذلك ما عرف عن طريق المؤرخ ابن علي الدكالي السلاوي الذي كان جده قد اشترى من أحمد بن عاشر الحافي دار سكناه بدرب حرارثة الواقع تحت أسفل العقبة المفضية إلى المسجد الأعظم بسلا، وانتقل حينئذ للسكنى بحومة باب مصدق المجاور للمسجد المذكور([35]). وتجب الإشارة إلى أن الدار التي كان يسكنها الحافي بدرب حرارثة لا تبعد عن كتاب مرصو إلا بنحو أربعين مترا([36]).

يتضح إذن، أن أسرة الحافي أولت عناية كبيرة لتعليم ابنها أحمد بن عاشر الذي قضى المرحلة الأولى من عمره بمسقط رأسه قصد التلقي، فتمكن من حفظ القرآن الكريم وبعض المتون، الأمر الذي سيساعده على مواصلة التحصيل خلال المرحلة المقبلة من عمره.

مرحلة التكوين العلمي

يمثل هذا الطور مرحلة هامة من حياة الحافي لأنها ستكون بداية آفاق واسعة، حيث تلقى العلم من علماء مرموقين بسلا وفاس بصفة خاصة، فتأتى له أمران: أولهما أنه عمق معارفه، وثانيهما تمثل في توسيع آفاق الصحبة، الشيء الذي سينعكس على مسار حياته وإنتاجه الفكري. وخلال هذا الطور، كان الحافي متفرغا لتلقي المعرفة من عدة شيوخ بالمدينتين المذكورتين. فبمدينة سلا نراه ينكب على المطالعة والانتفاع بخزانة كتب شيخه عبد السلام بن علي المراكشي([37])، ويطلعنا الفهرس على أنه سافر مع هذا الشيخ إلى مدينة فاس عام 1110/1698-1699م بقصد قراءة العلم والأخذ عن علمائها([38]). هكذا، أصبح الحافي طالب علم بمدينة فاس التي كانت تعج يومئذ بعدد لافت من الطلبة والعلماء، كل ذلك وهو لم ينه بعد عقده الثاني.

لقد درس الحافي اللغة العربية وآدابها والفقه والحديث والتفسير والمنطق والحساب وغيرها من العلوم التي أخذها عن شيوخ بمدينة سلا، أغلبهم مترجم لهم بفهرسه، كما هو الشأن بالنسبة لأبي بكر الفرجي السلاوي([39]) وأحمد بن ناجي السجلماسي([40]) وغيرهما، وشيوخ من فاس أمثال ابن زكري الفاسي ومحمد بن أحمد المسناوي الدلائي([41]). ويكفي للحافي فخرا أن يقرأ على هذين العالمين اللذين ذاعت شهرتهما في المغرب طولا وعرضا([42]).

ويمكن القول، إن الحافي ظهر خلال المرحلة الثانية من عمره بمظهر الطالب المجد الطموح.

مرحلة النضج والإنتاج الفكري

تعد هذه المرحلة أهم مراحل حياة الحافي على الإطلاق، إذ تصدى خلالها للتدريس والتأليف ومصاحبة كبار الشيوخ. كما مثل هذا الطور منعطفا خطيرا في تاريخ المغرب، حيث عاين مؤلفنا الهزات العنيفة التي تعرضت إليها البلاد بعد وفاة السلطان المولى إسماعيل عام 1139/1727م بسبب التطاحن بين أبنائه على العرش وما ترتب عن ذلك من أزمات في مختلف الميادين. والمعلومات التي أمكن جمعها تفيد بأن صاحب الفهرس ظل يلازم خلال هذه الفترة كبار العلماء السلاويين والفاسيين وغيرهم. ولهذه الأسباب، فإن المصادر التي ترجمت له اهتمت أساسا بهذه المرحلة من حياته والتي ألف خلالها أشهر تراثه الفكري: تحفة الزائر والفهرس، فضلا عن تقاييده الكثيرة التي أعطت وزنا كبيرا لكناشاته العلمية لما تزخر به من معلومات مفيدة غطت عدة ثغرات من حياة الحافي نفسه([43]).

أما الإجازات التي نالها المؤلف خلال هذا الطور فكانت من علماء كبار أمثال مسعود بن محمد جموع الفاسي([44]) وابن زكري الفاسي([45]) ومحمد بن أحمد المسناوي الدلائي([46]) ومحمد بن عبد السلام بناني([47]). تبرز هذه الإجازات بكل جلاء علو كعب الحافي على المستوى الفكري. وسنرى لاحقا أن شيخه في الطريقة أحمد بن عبد القادر التستاوتي سيرخي العنان لقلمه لينوه بمريده الحافي، مشيرا إلى مؤهلاته الفكرية والروحية، مبرزا مكانته العلمية الوازنة داخل المجتمع السلاوي([48]).

يتضح مما سبق، أن الحافي انبنى تكوينه على الجانب المعرفي الظاهري الذي تمثل في مجموع العلوم التي حصلها من شيوخه سواءا المترجم لهم في الفهرس أو غيرهم، وجانب باطني ظل واضحا في تراثه المكتوب.

وفاة الحافي

لقد سطرت كتب الحوليات أن وباء الطاعون تفشى بالمغرب عام 1163/49-1750م، وهي سنة وفاة أحمد بن عاشر الحافي السلاوي. ” لقد بلغ الموت في اليوم الواحد بفاس ما يزيد على ثلاثمائة إنسان وربما بلغ أزيد من ذلك، وفنى به خلائق عديدة لا تحصى”([49]). فهل كان الحافي من ضحايا هذا الوباء؟ لا نستطيع الجزم في هذه النقطةما دمنا لا نتوفر على نص نستطيع بواسطته معرفة أسباب وفاة هذا العالم السلاوي. وما يثير الانتباه هو أن وفاته لم تدرج ضمن أحداث عام 1163/49-1750م في الاستقصا، حيث اكتفى الناصري بالإشارة إلى أن خلال هذه السنة “كان الوباء بالمغرب وانحباس المطر فلحق الناس من ذلك شدة ثم تداركهم الله بلطفه”([50]). مهما يكن، يبقى عذر الناصري أنه اهتم في مؤلفه المذكور بتاريخ المغرب عموما. لذلك عمل تلميذه ابن علي الدكالي الذي اهتم بتاريخ سلا خصوصا على سد هذه الثغرة. وقد سبق أن رأينا أنه قدم في إتحافيه مادة تاريخية دسمة تتعلق بابن عاشر الحافي سطر فيها أن هذا الأخير فارق الحياة وهو يبلغ من العمر اثنتين وسبعين سنة، قضى سوادها الأكبر في نشاط علمي دؤوب. وقد دفن على بعد حوالي مائة وخمسين مترا قبلي ضريح سميه أحمد بن عاشر الجزيري السلاوي، وقبره عليه حوش كبير بجوار قبة سيدي عبد القادر الحراثي، وقد تم تجديده مرتين: الأولى في شهر ربيع الأول عام 1324/أبريل- ماي 1906، وتمت الثانية سنة 1987([51]).

قبر أحمد بن عاشر الحافي الذي رممه الحاج عبد الله الصبيحي رحمه الله

 

شيوخ الحافي المترجم لهم في الفهرس

                                                                                                                                                                                            

مكان الإقبار تاريخ الوفاة الحيثية الأصل الاسم
جبل العلم 7 أو 8 شوال عام 1132/12 أو 13غشت 1720م فقيه، شريف من حفدة ع. السلام بن مشيش جبل العلم محمد بن عبد السلام مرصو
جبل العلم 1150/37-1738م فقيه شريف، شقيق المتقدم جبل العلم أبو البركات بن عبد السلام مرصو
زاوية أحمد الطالب بسلا 1112/1700-1701م عالم، مدرس   أبو طيب بن عيسى البرنسي
قرب ضريح أ. بن عاشر بسلا 1115/3-1704م عالم، مدرس مراكش عبد السلام بن علي المراكشي
ضريح أحمد الطالب بسلا جمادى الأولى 1115/شتنبر- أكتوبر 1703 عالم أديب، مدرس سلا أبو القاسم بن الحسين الغريسي (أبو زايدة)
روضة عائشة العدوية بمكناس 24رجب 1122/17شتنبر 1710 عالم، قاض، مدرس سجلماسة أحمد بن ناجي السجلماسي
زاوية سيدي مغيث بسلا شعبان 1142/فبراير-مارس 1730 عالم، قاض   محمد السوسي المنصوري
روضة الحسن أفران بالرباط 11شوال 1118/16يناير 1707 عالم مشارك مراكش علي العكاري (الشيخ)
المدينة المنورة 1158/45-1746 عالم مدرس، مفت سلا محمد بن محمد الدقاق
زاوية أحمد حجي 7 ربيع الثاني 1140/22 نونبر1727 عالم مؤلف، قاض سلا موسى بن الراحل الدغمي
؟ بعد عام 1083/72-1673م عالم مدرس، مؤلف قاض فاس عبد السلام الرندي الفاسي
زاوية أحمد حجي بسلا 17جمادى الأولى 1119/ 16 غشت 1707 عالم مشارك، كثير التأليف فاس مسعود بن محمد جموع الفاسي
زاوية سيدي مغيث بسلا 8 ذي القعدة 1139/27 يونيو 1727 عالم منطقي، مؤلف سلا أبو بكر الفرجي السلاوي
فاس 18صفر 1144/22غشت 1731 عالم نحوي مشارك، مدرس مؤلف فاس محمد بن عبد الرحمان بن زكري الفاسي

 

 

[1]– أحمد بن عاشر الحافي، تحفة الزائر، م. س، مقدمة التحقيق، ص. ص. 19-20.

[2]– علي العكاري ( الحفيد )، البدور الضاوية، م. س، ص. 65.

[3]– انظر مثلا: ابن سودة، دليل مؤرخ المغرب الأقصى، مطبعة الكتاب، الدار البيضاء، 1960، ص. 230.

[4]– أابن عاشر الحافي، تقييد، ضمن الروض لأحمد. الصبيحي، م. س، ص. 148.

[5]– كوستي، بيوتات سلا، م. س، ص. 130.

[6]– اتصلنا ببعض آل الحافي واستفسرناهم عن أصل تسميتهم، فمنهم من ردها إلى قبيلة الحافات، ومنهم من ربطها بقدوم جدهم من المشرق إلى المغرب حافيا.

[7]– أبو نصر بشر بن الحرث الحافي، أحد رجال الطريقة، كان من أورع الناس وأزهدهم. وقد روى عن جماعة من المحدثين، توفي سنة 227/841م. انظر: ابن خلكان، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، مما ثبت بالنقل أو السماع أو أثبته الأعيان، دار صادر، بيروت، 1972، 1 112-113، ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، في أخبار من ذهب، القاهرة، 1931، 2: 60.

[8]– ابن العماد، شذرات، م. س، 60: 2.

[9]– ابن عاشر الحافي، تقييد، ضمن الروض، م. س، ص. 148.

[10]– ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، تح عبد. السلام هارون، مصر، 1971، ص 440.

[11]– ابن علي الدكالي، الإتحاف الوجيز، م. س، ص. 53 و 76.

[12]– انظر: جعفر الناصري، سلا ورباط الفتح، أسطولهما وقرصنتهما الجهادية، تح. أحمد بن جعفر الناصري، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، 2006، 4: 69. وهناك من أشار إلى أن المهمة المذكورة أعلاه قدأسندت إلى محمد بن عبد الهادي الحافي السلاوي، إلا أننا لم نقف على المصدر الذي سطر هذه المعلومة. فصاحب البدرالسافر الذي تحدث بتفصيل عن السفارة المذكورة أعلاه اكتفى بالحديث عن محمد الحافي دون أن يذكر اسم والده.

انظر، محمد بن عثمان المكناسي، البدر السافر، لهداية المسافر إلى فكاك الأسارى من يد العدو الكافر، تح مليكة الزاهيدي، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 2005، ص. 131-الهامش رقم 136، ابن زيدان، إتحاف أعلام الناس، م. س.، 3: 320-323.

[13]– ابن عثمان المكناسي، البدر السافر، م. س، ص138..

[14]رسم عدلي بتاريخ 2 ذي الحجة عام 1164/22 أكتوبر1751، ورد ذكره عند عبد الله الصبيحي، كناشة، مخ، خ. ص. غبر مفهرسة، ص. 143.

[15]– أحمد بن عبد القادر التستاوتي، نزهة الناظر، م. س، مخ خ. ح. رقم 793.

[16]– ابن عاشر الحافي، فهرس الحافي، ص. 44 المثبتة بهامش النص المحقق.وتسري نفس الملاحظة على باقي الإحالات على فهرس الحافي.

[17]الإتحاف الوجيز، م. س، ذيل، ص. 220.

[18]– علي العكاري (الحفيد)، البدور الضاوية، م. س، ص. 25. انظر كذلك: المجموع الخطي خ. ح.، رقم 12377، صفحاته غير مرقمة.

[19]البدور الضاوية، م. س، ص. 25.

[20]– ابن عاشر الحافي، تحفة الزائر، م. س، مقدمة التحقيق، ص. 21.

[21]– الضعيف، تاريخ، تح محمد البوزيدي الشيخي، دار الثقافة، الدار البيضاء، 1988، 2: 604.

[22]– كان محمد بن عبد السلام البخاري السلاوي من أبرز الموظفين المخزنيين في عهد المولى سليمان. تولى الكتابة بالديوان قبل أن يترقى إلى منصب الحجابة وإمارة الثغور وقيادة الجنود. تولى منصب عامل سلا والرباط وبني احسن حتى شهر صفر عام 1220/ماي 1805. توفي يوم الخميس فاتح ي القعدة عام 1230/5 أكتوبر 1815. انظر: الضعيف، تاريخ، م. س، 2: 612-620، ومحمد حجي، محمد بن عبد السلام البخاري، معلمة المغرب، إنتاج الجمعية المغربية للتأليف والنشر، مطابع سلا، سلا، 1991، 4: 1099.

[23]– الضعيف، تاريخ، م. س، 2: 612-613.

[24]نفسه، 2: 626.

[25]نفسه، 2: 489.

[26]– الضعيف، تاريخ، م. س، 2: 678.

[27]– ع. الله الصبيحي، كناشة، م. س، . ص. 143.

[28]– محمد بن محمد الصبيحي، تقييد، بتاريخ فاتح محرم عام 1273/فاتح شتنبر 1856م، ضمن كناشة، مخ، خ. ص.، رقم 541، الورقة رقم 62.

[29]– الطاهر بن الحـاج الهـاشمي عواد، كناشة في شؤون بحارة الـعدوتين، مخ، خ. ع، 1409 د، ص. ص. 155-159. ونشير إلى أن جعفر بن أحمد الناصري قد نشر هذه الكناشة في الفصل السادس من كتابه سلا ورباط الفتح، م. س، 5: 185-217.

[30]– انظر، بيوتات سلا، م. س، ص. 130. وما زالت بقية من آل الحافي بمدينة الرباط.

[31]– ابن عاشر الحافي، تقييد، ضمن الروض، م. س، ص. 148.

[32]– أ. الصبيحي، أنموذج في تاريخ سلا، مخ، خ. ص. رقم 435، ص. 10.

[33]– ابن عاشر الحافي، فهرس الحافي، ص. 3.

[34]– ابن عاشر، فهرس الحافي، ص. 1. انظر صورة كتّاب زرﮔالّة في ملاحق هذا العمل.

[35]– استقينا هذه المعلومات من السيد محمد نجل المؤرخ ابن علي الدكالي، وقد أكد لنا أنه يتوفر على رسم بيع دار الحافي المشار إليها أعلاه، وهي الدار التي رأى فيها النور صاحب الإتحاف الوجيزعام 1285/68-1869.

[36]– تحمل- اليوم- الدار التي كان يسكنها الحافي بدرب حرارثة رقم 33. انظر صورتها في ملاحق هذا العمل.

[37]– ابن عاشر الحافي، فهرس الحافي، ص. 2.

[38]نفسه، ص. 3.

[39]نفسه، ص. 26.

[40]نفسه، ص. ص. 4-5.

[41]نفسه، ص. 10.

[42]– في شأن محمد بن أحمد السناوي الدلائي، انظر: محمد حجي، الزاوية الدلائية ودورها الديني والعلمي والسياسي، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 1988، ص. 267-270، وفي شأن ابن زكري الفاسي، راجع: ابن عاشر الحافي، فهرس الحافي، ص. ص. 31-58.

[43]– سنعالج موضوع كناشات الحافي في فصل لاحق.

[44]– ابن عاشر الحافي، فهرس الحافي، ص. ص. 20-26.

[45]نفسه، ص. 31-58.

[46]نفسه، ص. 232.

[47]– توجد نسخة مصورة من إجازة محمد بن عبد السلام بناني للحافي بالخزانة الصبيحية تحت رقم 843.

[48]شعر التستاوتي، م. س، 2: 516 و 588.

[49]– الضعيف، تاريخ، م. س، 1: 273، انظر كذلك: القادري، التقاط الدرر ومستفاد المواعظ والعبر من أخبار المائة الحادية والثانية عشر، تح. هاشم العلوي القاسمي، منشورات دار الآفاق الجديدة، بيروت، 1983، ص. 411.

[50]– الناصري، الاستقصا، م. س، 7: 110.

[51]الإتحاف الوجيز، م. س، ص. 143، وتحريات ميدانية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى