
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين العلماء المغاربة يفقدون صوتا أصيلا في مراكش… ها هو الموت يقطف زهرة أخرى من بستان أعلام العلم الشرعي بالمغرب، حيث ودعت مدينة مراکش، بحزن مكين يصحبه الرضا بقضاء الله وقدره، يوم الأربعاء 5 رمضان 1441ه الموافق لے 29 ابريل العلامة الكبير محمد البراوي الرئيس السابق للمجلس العلمي المحلي بمراكش وعضو المجلس العلمي الاعلى بالمملكة، والذي وافته المنية عن عمر يناهز 99 سنة (1921مء2020م). ينحدر العلامة الراحل محمد بن احمد بن عبد الرحمن البزيوي الذي يحمل لقب “البراوي من بلدة أبزو التي ازداد فيها سنة 1921، من أسرة يتصل نسبها بالولي الصالح المرابط سيدي علي بن ابراهيم دفین تاخیست بناحية بني ملال. وقد بدأ الراحل قراءة القرآن الكريم على يد شيخ المقرئين بابزو” محمد بن الهاشم البزيوي، وصاحب مدرسة قرآنية يقصدها طلبة القرآن، قبل أن ينتقل رفقة عائلته إلى مراكش سنة 1932 حيث استقرت العائلة بحي باب دكالة، حيث قرأ القرآن على الفقيه محمد القيرع المسفيوي، وبعدها انتقلت الأسرة إلى الزاوية العباسية، واستمر في قراءة القرآن على الفقيه محمد بن الهاشمي بوعبولة، إلى جانب بعض المتون العلمية على بعض علماء الزاوية العباسية كالفقيه العلامة ابراهيم السوسي الضرير، والحافظ محمد العاقب الشنقيطي، ولما أسس نظام الجامعة اليوسفية كان من أوائل الطلبة المسجلين في سلك نظامها. ظل العلامة الراحل في الجامعة اليوسفية إلى أن نال لقب العالم منها سنة 1947م، وبعدها بأربع سنوات شارك في مباراة الالتحاق بالتدريس بالجامعة نفسها وكان من الفائزين، فعين ملاحظا للدروس، ثم تم استبعاده سنة 1953 ضمن جماعة من العلماء الوطنيين الذين امتنعوا عن بيعة ابن عرفة، ومع بزوع الاستقلال ورجوع الملك الراحل محمد الخامس رحمه الله من منفاه عاد الى العمل من بين من عاد ضمن زمرة العلماء المبعدين. عرف العلامة الفقيد بدماثة خلقه وتواضعه الجم، وجدته في طلب العلم وفي تبليغه؛ فضلا عن وطنيته الصادقة، وبذله العلمي المتواصل بحثا وتدريسا وتسييرا. يدل على ذلك ما حظي به العلامة الراحل من أوسمة ملكية، وما خلف من مؤلفات من بينها الكلمة الطيبة (مخطوط في في اربعة اجزاء)، ومذكرات في الأحوال الشخصية (مخطوط)، وكذا ما كان قد تدرج فيه من مناصب بالجامعة، إلى أن عين ناظرا عاما، كما عين في سنة 1974 عضوا بالمجلس العلمي المحلي بمراكش، ثم رئيسا للمجلس سنة 1992، ثم عضوا بالمجلس العلمي الأعلى الذي بقي فيه يشغل فيه العضوية الى أن فارق الحياة بعد مسار علمي وتربوي و ديني حافل. رحم الله فقيد العلم والعلماء العلامة البراوي وأسكنه فسيح جنانه، وجزاه المولى أجزل وأفضل الجزاء على ما قدمة لبلده ودينه وأمته، ورزق أهله وأحباءه وتلاميذه الصبر الجميل، “وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون*”. صدق الله العظيم.